إن التيّار الوطنيّ الحرّ هو امتداد للحالة اللبنانيّة التي نشأت مع مسيرة نضال العماد ميشال عون، ومرحلة تولّيه الحكم في أواخر الثمانينيّات من القرن العشرين، تعبيراً عن صحوة الشعب اللّبناني في وجه الحالات الخارجيّة ونتائجها. وقد تصدّى التيّار في الداخل وفي بلدان الإنتشار، لاحتلال لبنان، وقدّم التضحيات دفاعاً عن حريّته وسيادته واستقلاله وكرامة شعبه، منتهجاً سلوكيّة رائدة وإنسانية وشجاعة.
يسعى التيّار الوطنيّ الحرّ، الحزب السياسي، إلى تجديد الحياة السياسيّة في لبنان، على أسس العلم والأخلاق والإقدام، وإلى تحرّر الإنسان اللّبناني.
وهو يلتزم العمل تحت عنوان التغيير والإصلاح، وفق المسلّمات التالية.
في المبادئ
يعلن التيار الوطني الحر:
- إيمانه أن الإنسان الفرد قيمة بذاته، وأن الناس يولدون ويموتون متساوين، ويعيشون متمتعين بالحقوق والحرية والكرامة، ولهم أن يتباينوا في الآراء والتوجهات والمعتقدات.
- التزامه الإعلان العالمّي لحقوق الإنسان، والمواثيق والاّتفاقات الّدولّية ذات الصلة، من حيث توجّه قيمها ومبادئها أهداف الحزب وبرامجه.
- تشدده في أن لبنان كيان سيد حر مستقل يقوم على عقد اجتماعي تقرّه إرادة شعبه الحرّة.
- تأكيده أن لبنان اختبار إنساني مميّز، بفضل ما يتسم به من تعدديّة وتفاعل فكري وانفتاح على الحضارات، وبفعل تجربته الديمقراطيّة الرائدة في العالم العربي.
- احترامه الدستور اللبناني شرعةً للحكم في لبنان، في تطبيقه وتفسيره وتعديله.
- تمسّكه بانفتاح لبنان على محيطه العربي والعالم، والتفاعل معا، بما لا يعارض أولية الانتماء الوطني، على أن يكون اللبناني بعدا لبنانيا في الخارج، لا بعدا خارجيا في الداخل.
- اقتناعه بأن المرأة والرجل متساويان في الحقوق والواجبات، إذ إن المرأة شريك أساس في بناء المجتمع وصنع القرار السياسي.
في الأهداف
يتطلّع التيّار الوطني الحر إلى:
- ضمان سيادة الدولة اللّبنانية واستقلالها، والسهر على ديمومتهما.
- بناء دولة الحق القائمة على قواعد المساواة والعدالة والتكافل الاجتماعــي وتكافؤ الفرص، والحفاظ على القضاء العادل لكونه المعيار الحقيقـي والمتجـرد، لترسيخ العدالة والديمقراطيّة.
- إرساء الديمقراطية نظام حكم وأسلوب حياة، يضمنان احتـرام الحريات والحقـوق الأساسيّة للمواطن.
- التربية على المواطنيّة من أجل تحقيق المسـاواة بيـن اللّبنانييـن، ووضـع قانـون مدنيّ اختياريّ للأحوال الشخصيّة، وفصل الدين عن الدولة، سعياً إلى الدولة العلمانيّة.
- صون العائلة لأنّها الخليّة الأساسيّة في بناء المجتمع والوطن.
- إزالة الفوارق القانونيّة والاجتماعيّة بين الرجل والمرأة، وتعزيز المساواة بالممارسة، على قاعدة الكفاءة والجدارة.
- المثابرة على دعم الشباب وتعزيـز دورهـم فـي تطويـر المجتمـع وتنشيط الحياة الّسياسّية.
- تمكين اللّبنانيين المنتشرين فـي العالم من ممارسة حقوقهم السياسيّة في لبنان، انطلاقاً من أماكن وجودهم، وشد أواصر ارتباطهم في الوطن وفي مـا بينهم.
- تعميم ثقافة سياسيّة تحرّر اللّبنانيين من ذهنيّة التبعيّة والاستجداء وتطوير الحس النّقدي.
- التمسك بالنّظام الاقتصاديّ الحرّ والمبادرة الفرديّة، فـي حدود ضمان كرامـة الإنسان ورفاهه ومبادئ العدالة الاجتماعيّة.
- تعزيز العمل المؤسسي، على قاعدة اعتماد الكفاءة وتطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة.
- الحفاظ على بيئة سليمة، لكونها حقّاً طبيعيّاً للإنسان وجزءا من كينونته.
- وضع التربية والتّعليم في متناول جميع اللّبنانيين، ونشر التراث اللّبناني، وتنمية جميع القطاعات، والتشجيع على إتقان المهارات والعلوم والفنون، بما يلائم حاجات المجتمع وحركة العصر.
- نشر ثقافة السلام والحوار والديمقراطيّة.
إنّنا فخورون بتاريخنا، ولانتنكّر لحاضرنا ونسعى جاهدين لمواصلة دور لبنان الرياديّ، وإننا اليوم ونحن على مشارف التغييرات التي تدقّ أبواب المنطقة، باستطاعتنا أن نكون المثل الديمقراطيّ الناجح الذي يصون الحريّات العامّة، والمجتمع المنفتح الذي بوسعه أن ينتقل من حالة التقوقع والانكماش إلى حالة الحداثة والإنفتاح.
من هنا، فإنّ حزب التيّار الوطنيّ الحر
- يعتبر أن الدستور اللّبناني يتمّيز بحصانة تفوق حصانة أي قانون آخر، ولذلك يجب أن تُراعى في تطبيقه وتفسيره المصلحة الوطنيّة بالدرجة الأولى.
- يتمسّك بالنظام الديموقراطي البرلماني الحر على الصعيد السياسي، وبالاقتصاد الحرّ، شرط ألا يقود تطبيقه الكيفي والمصلحي الخاص إلى أّي احتكار أو انحراف باتجاه الطبقيّة الماليّة والاجتماعيّة المنافية لروح العدالة.
- يولي الجنسيّة اللّبنانيّة اهتمامه الأساسي، ويرفض منحها جماعيّاً لأي فريق يرمي إلى الإستيطان في أرض لبنان.
- يسعى بكل ما أوتي من قدرات إلى ترسيخ الوعي الوطنيّ، وبناء ثقافة سياسيّة تحرّر المواطن من التبعيّة الإقطاعيّة والعصبيّات الإقليميّة والطائفيّة، ومواكبة الأجيال الجديدة في طموحاتها الآنيّة والمستقبليّة، وبالتّالي تثبيت اللّبناني في مفهوم حركيّ تقدميّ خلقيّ يحقّق انتماءه الأساسيّ النهائي لوطنه.
- يناضل في سبيل بناء الدولة الحديثة، وتطهير إدارتها من عناصر الانتهازيّة والفساد وإصلاح تلك الإدارة بإعادة النظر كليّا في مؤسساتها المختلفة على قاعدة إرساء الحكم الصالح.
- يتعهد بالمحافظة الكليّة الصادقة على البيئة ومحاربة كل اعتداء عليها، وحماية المناطق الخضراء، وتطبيق أدق القواعد وأسلمها في نشر العمران على حساب الخصائص الطبيعيّة المميّزة للبنان.
- يؤكّد أن الانتشار اللّبناني مفخرة لهذا الوطن في أربع جهات الدنيا، ولا بدّ للدولة اللّبنانية من رعايته بمختلف الوسائل، وأول ما يطالب به الحزب هو توحيد الانتشار اللّبناني وإيجاد إحصاء دقيق علميّ لجميع المنتشرين اللّبنانيين في أي مكان تحت الشمس، والإفادة من قدراتهم الهائلة في كل ميدان، وتأمين آليّة لممارسة حقّهم بالاقتراع والترشيح انطلاقاً من أماكن إقامتهم.
هذا جزء من ميثاقنا الذي يُختصر بمحاولة جعل لبنان وطن الإنسان. ولطالما كنّا متأكّدين أنّه ليس بمقدورنا تحقيق ما نطمح إليه إلّا من خلال برنامج إصلاحي أعددناه مسبقا وخضنا على أساسه الانتخابات النيابيّة. وهذا البرنامج الهادف إلى قطع دابر الفساد والانطلاق بالدولة نحو التقدم والإزدهار، سنسهر على تطبيقه في التيّار الوطنيّ الحر.
رسالة التيّار
أنجزت في ٣ أيلول ٢٠٠٧
يتطلّع التيار الوطني الحر إلى بناء دولة لبنانيّة سيّدة حرّة مستقلّة منفتحة على المحيط العربي والعالم ومتفاعلة معهما. وهو يريدها دولة حقّ علمانيّة وديمقراطيّة، يكون الإنسان الفرد فيها، ذكراً كان أم أنثى، قيمة بذاته، ويكون على هذا الأساس مضمون الحقوق والحريّة والكرامة، بصرف النّظر عمّا قد يختلف به عن سواه من انتماءات فئويّة، ومتحرّراً من كلّ التبعيّات والوصايات والارتهانات، الداخليّة منها والخارجيّة.
وهو يعي أن أهم ما حدا بالرأي العام إلى تأييده إبّان معركة تحرير الوطن كان، إلى عدالة قضيّة تحقيق السيادة التي ناضل من أجلها، ما تميّز به أهله من مناقبيّة ركائزها الأساسيّة الانحياز الثابت للقيم والمبادئ الوطنيّة والأخلاقيّة، والإقدام أمام المخاطر والتّحديات، والتفاني في الدفاع عن الحق قولاً وعملاً، واحترامهم لبعضهم البعض وتضامنهم ما بينهم، والتسليم للآخرين بحق الاختلاف، فضلاً عمّا يتواكب مع هذا كلّه من ترفّع، واستقامة ونظافة كف، وتغليب للمصلحة العامّة على كلّ ما دونها من مصالح.
كما يعي أن قدرته على الاستمرار في استقطاب تأييد الرأي العام ودعم هذا الأخير له في كفاحه من أجل الأهداف المجسّدة لرسالته، ستكون رهناً لبقاء أهله، مسؤولين وناشطين معاً، على أقصى ما يكون الثبات في هذه المناقبيّة.
ولأن المنتسبين إلى التيّار مصمّمون على الفلاح بتأييد الرأي العام في سعيهم إلى الأهداف المشار إليها، تصميماً لا يضاهيه قوّة سوى تمسّكهم بتراثهم الذي يفخرون به، فهم يعلنون المضي في اعتماد المناقبيّة هذه مرتكزاً أسمى، إليه يرجعون في ضبط سلوكهم تجاه بعضهم البعض وتجاه الآخرين. وهم من أجل ذلك يتوقّعون مجتمعين من كلّ فرد منهم، أكان في موقع قيادي أم في موقع النّاشط، بذل ما بوسعه لاعتناق القيم التالية كقاعدة في الحياة الحزبيّة، ومن ثمّ ترجمتها أفعالاً بما أُدرج تحت كلّ منها أدناه من أنماط السلوك والتصرف، مع اعتبار هذه الأنماط مقياساً للثواب والعقاب في تعاطي التيّار مع أعضائه.
قيم التيّار وسلوكيّات أعضائه
إن المنتسب إلى التيار الوطني الحر ، عملاً بما تقدّم ذكره، يسعى دائماً إلى التميّز بالقيم والسلوكيّات التالية:
في الإستقامة
- يتحاشى النميمة والتعابير النابية والأساليب الملتوية في التعاطي مع الآخرين.
- يتحلّى بنظافة الكفّ والشّفافيّة والنّزاهة ويسعى إلى مكافحة الفساد.
- يتقبّل المحاسبة بطيبة خاطر.
- يتمسّك بالضّمير الحيّ والإيمان بالواجب.
- يمتنع عن زجّ التيّار في ما لا يعنيه واستخدامه لمآرب شخصيّة.
- ينطق بالحقّ ويشهد له.
في الإلتزام
- يؤدي واجباته الحزبيّة بجدّية وتركيز ويمتنع عن التسلّط والتعسّف.
- يتضامن مع الرّفيقات والرّفاق، ويدافع عنهم بوجه الاستهدافات.
- يتقيّد بالقرارات الحزبيّة ويعمل على تنفيذها باندفاع وإخلاص.
- يتكتّم على مجريات أمور التيّار الخاصّة.
- يحافظ على الهدوء وضبط النفس في كلّ الأحوال.
- يحترم الهيكليّة الحزبيّة عمودياً وأفقياً، ويتقيّد بميثاق التيّار وأنظمته.
- يسعى إلى نشر روح التّآخي وتعزيز الثقة ونبذ الخلافات والغيرة والحسد في داخل التيّار.
- يشارك طوعاً في أنشطة التيّار على تنوّعها، ويسهم في تلبية حاجاته ونشر مبادئه.
- يعلي قضايا التيّار العامّة على قضاياه الخاصّة.
- يفي بالوعود والتعهّدات التي يقطعها طوعاً ويقرن القول بالفعل.
في الإنصاف
- يتصرّف تجاه الآخرين بمثل ما يتمنّى أن يتصرّف الآخرون تجاهه.
- يحسن استعمال السلطة، مقرناً الحزم بالعدل والقوّة بالحق.
- يعمل بمبدأ المساواة، ويشجّع المنافسة الديمقراطيّة الشريفة.
- يقدّر للرفاق والرفيقات تضحياتهم وجهودهم، ويمتنع عن تشويه صورتها لأي سبب.
في الإنفتاح
- يتحاشى الأحكام المسبقة.
- يتعامل مع الآخرين بمرونة وواقعيّة.
- يتقبّل الآخر، ويحترم حقّه في الاختلاف.
- يتوق إلى الاستزادة من المعرفة والخبرات.
- يرى في النقد البنّاء وسيلة لتحسين الأداء.
- يصغي إلى الآخرين باهتمام ويناقشهم بتفهّم، واضعاً خبرته بتصرّفهم.
- ينشر روح المرح بعيداً عن الإسفاف.
في الترفّع
- يتحمّل المسؤوليّة عن كلّ خطأ أو تقصير.
- يتقبّل نتائج المنافسات الديمقراطيّة بروح رياضيّة.
- يزهد بالمناصب ويعلي المصلحة العامّة على المصالح الخاصّة.
- يعتبر العمل السياسي سبيلاً للخدمة العامة وليس للوجاهة أو المنفعة الخاصّة.
- يقاوم الإغراءات على أنواعها.
- يقيم التواضع والاحترام أساساً للعلاقة مع الآخر ويرتضي العمل في الظلّ عند الحاجة.
في الشّجاعة
- يبادر بإقدام ويتحمّل المسؤوليّة بلا تهوّر.
- يتحسّب للأعداء والخصوم ولا يخافهم.
- يثابر أمام العقبات ويتحمّل المشقّات بعزم.
- يجاهر بقناعاته ويدافع عنها بجرأة.
- يجرؤ على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة.
- يطرح أفكاره بجرأة ويناقش كلّ ما التبس عليه فهمه.
- ينمّي الحسّ النقديّ بالمناقشة، ويمارس النقد البنّاء تجاه الذّات والآخرين. تدوم الشعوب بدوام الأخلاق، وتنحلّ بانحلالها.